سبلين منارة الأجيال

20/01/2012 09:13

سبلين منارة الأجيال

بقلم الطالب محمد محسن سالم

الصف التاسع الأساسي

إن نظرة موجزة ً لهيئة الأونروا في لبنان منذ نشأتها إلى اليوم، تجعلنا نقف عند حقيقة لا جدال أو نقاش فيها، ألا وهي أنَّ هذه الهيئة مؤسسة بارزة عُنيت ولا تزال بنشر العلم والتربية والمعرفة والثقافة الأكاديمية والمهنية بين أبناء الشعب الفلسطيني كما أسهمت إلى حد كبير في إزاحة الحرمان عنهم وفتح الآفاق الواسعة أمامهم.
وإذا ما دخلنا في عالم التربية والتعليم فيما له من خصوصية وتميز، يتجلى أمام ناظرينا مركز سبلين الذي يحتل ربما المنزلة الأولى في هذا المضمار على مر السنين. كيف لا وقد تخرج من كنفه أعدادٌ كبيرة من المدرسين الذين توزعوا بين المدارس فنشروا العلم ورسَّخوا التربية بين الأجيال المتعاقبة، كما إنبثقت منه المئات من العاملين في المجال المهني فتصدروا الساحة في البناء والتطوير ولا يقل شأنهم عن شأن أولئك السابق ذكرهم، ونود الاشارة هنا إلى أن ممن خرجوا من هذا المركز أفراداً تمرسوا في دنيا العلم والتربية وكان لهم الفضل العظيم في إزالة الجهل بين أبنائنا ورسم معالم طريق واضحة أمام أعينهم ليثبتوا على ناصية المستقبل بقدم راسخة لا تتزحزح.
ومع مُضي الأيام، تسنى لنا أن نزور ذلك المركز ماثلاً أمامنا، واقعاً، فهالنا ما وقعت لحاظنا عليه من مظاهر فريدة حقاً متميزة فعلاً. وفي جولة مكوكية لأكثر من ساعتين في المركز، أتينا على معظم أرجائه ونواحيه، وتعرفنا إلى ما فيه من دور ٍ علمية ٍ ومهنية ٍ على السواء، إلى غير ذلك من مؤسساته. فأول ما وطأت قدمانا سبلين كمركز، دخلنا قاعة فسيحة. واستمعنا لبعض التوجيهات من قبل أحد القيّمين فيه، ثم شرعنا في التجوال، فتوقفنا قليلاً عند حديقة تُزينها الخضرة الطبيعية فتبدوا جميلة، خلابة، وتابعنا المسير بصحبة دليلنا وبعض المدرسين لنتعرف إلى العديد من المباني التي تهتم بتدريس أصناف من المهن، فمن التمديدات الكهربائية العامة، والتبريد وتكييف الهواء، إلى اللحام وتفصيل الأنابيب والحدادة واللحام، وصولاً إلى تفصيل الألمنيوم والميكانيك وكهرباء السيارات وميكانيك الديزل والمعدات الانشائية ولا ننسى تفصيل الصفائح المعدنية وصيانة الأجهزة المكتبية والكمبيوتر.
ونُنوَّه في هذا السياق أن المركز يضم بين طياته مُصلى للعبادة ومنامة كبرى لإستضافة الطلاب بعيدي السكن عن المنطقة، من أجل تسهيل المهمة عليهم في تلقي العلم، إضافة إلى حديقة يقصدها الطلاب للاستجمام والترفُّه وأخذ قسط من الراحة في طبيعتها الغنّاء.
وقد وقعت أذهاننا على ميزات كل إختصاص منها ومتطلباته العلمية والبدنية ومجال العمل فيه، أضف إلى ذلك أننا حصلنا على صورة كاملة لفوائد تلك المهن كنتاج علمي يمارس على الأرض.
ونُـنـوًّه في هذا الإطار أن مركز سبلين تجسد نهراً دفاقاً من العطاء خلال مسيرة عمله، وأشرق منارة في حياة أبنائنا من خلال نتاجاته المتلونة والمتعددة. تلك النتاجات العلمية المهنية التي كان لها دور بارز ومتقدم في ميدان العلم والعمل فأسست عالماً من الراحة والإستقرار والسعادة لأجيال خلت، وما زالت القافلة تسير وتتابع مع الأجيال الحاضرة وستستمر إلى الأمام دون إنقطاع وهاجّة دائبة في التقدم نحو الازدهار والتطوير.
وأبنائنا لا شك، يتطلعون إلى بناء زاخر ومتفرد لمستقبلهم فيحققون شخصية تتسم بالفاعلية والجد والعطاء فيدخلون ميدان العمل بعد تخرجهم أقوياء متمرسين يحملون الخبرة والوفاء والإتقان شعاراً للنجاح وتحقيق الذات، من هنا فإنهم يتطلعون الى ذلك المركز بعين الأمل نحو حياة هانئة يتكللها السرور والهدوء.
 

—————

للخلف